تسأل قارئة: أولادى فى مرحلة الطفولة، فما الخصائص المميزة للغذاء والتغذية فى مراحل الطفولة، منذ الولادة وحتى سن السادسة؟
يجيب على السؤال الدكتور مجدى نزيه عزمى أستاذ ورئيس وحدة التثقيف الغذائى بالمعهد القومى للتغذية قائلا:
"تتميز التغذية فى مراحل الطفولة بعدة خصائص، لتقابل احتياجات الطفل فى هذه المراحل، ومنها:
أولا: مرحلة الرضاعة المطلقة، وهى المرحلة التى تبدأ منذ الولادة حتى بداية الشهر السادس من العمر، حيث تبدأ عملية الرضاعة الطبيعية بعد مرور نصف ساعة فقط من الولادة، ينزل فيها اللبن الواقى، والمسمى بلبن السرسوب، ذو اللون الأصفر، الذى يعمل على رفع كفاءة جهاز المناعة لدى الطفل، ليتمكن من مقاومة عوامل التلوث الخارجى، ويستمر إفراز هذا اللبن حتى اليوم الثالث، وبعدها يتم إفراز اللبن العادى، ليتغذى عليه الرضيع وقت طلبه إليه دون تحديد مواعيد للمرضعات، مع أهمية عدم إعطاء الطفل أى شىء سوى الرضاعة الطبيعية، حيث تنتشر بعض العادات الغذائية الخاطئة فى مرحلة الرضاعة المطلقة، مثل إعطاء الأطفال الرضع جلوكوز بعد الولادة، أو رضعات كراوية، أو يانسون، قبل النوم، وكلها ممارسات غذائية خاطئة لا تؤدى لأية فوائد، بل تعمل على حرمان الطفل من تغذيته المناسبة له.
ثانيا: مرحلة الفطام، وهى المرحلة التى تبدأ منذ الشهر السادس حتى نهاية العام الثانى من العمر، وفيها يتم إدخال الأغذية تدريجا بجانب الرضاعة الطبيعية، وذلك تبعا للشهر الذى وصل إليه الطفل.
ثالثا: مرحلة السن ما قبل المدرسة، هى المرحلة العمرية المحصورة بين 2-6 سنوات، ومنها ينتقل الطفل من مرحلة الرضاعة إلى مرحلة الغذاء الاعتيادى المطلق، ويبدأ خلالها الطفل تناول الغذاء الطبيعى للأسرة، حيث ينبغى أن يقابل هذا الغذاء احتياجات الطفل الغذائية، التى تزيد من نموه وتطوره، وتنقسم هذه المرحلة إلى قسمين رئيسيين، هما:
1- (2-3 سنة): وهى الفترة الزمنية التى مازال الطفل يستكمل فيها عمليات بناء هامة جدا، منها تكوين خلايا المخ والجهاز العصبى والأسنان، حيث أن عدم الوفاء باحتياجاته الخاصة بهذه الفترة، قد لا يمكن تعويضها فيما بعد، مهما كانت تغذيته، وعليه ينبغى أن يراعى الطفل غذائيا فى هذه المرحلة فى جميع المغذيات، مع التركيز على الألبان ومنتجاتها، والبيض والفاكهة الطازجة، كما يستلزم أن يكون غذاء الطفل المأخوذ من غذاء الأسرة اليومى، خال تماما من التوابل والمواد الحريفة.
2- (4-6 سنة): وهى الفترة الزمنية التى يكون فيها الطفل قد زاد نموه، وأصبح أكثر نشاطا وحيوية وحركة، مما يجعله أكثر احتياجا لبعض المغذيات، التى تقابل النشاط والطاقة والحركة المنصرفة، وكذلك الأغذية التى تعمل على تقوية جهاز المناعة، ومقاومة الأمراض، لكثرة التعرض للأتربة والميكروبات والعدوى المختلفة، نتيجة الاختلاط مع قرنائهم وأخواتهم، هذا بالإضافة للأغذية الأخرى التى تقابل احتياجاتهم المختلفة فى عملية النمو والبناء.
وعليه فمن الأغذية الهامة التى يجب أن يتناولها هؤلاء الأطفال، العسل بنوعيه، والألبان، والفواكه الطازجة، والخضروات الطازجة، خاصة البقدونس والطماطم والبرتقال والجوافة والبيض.
ومما هو جدير بالذكر، أنه يفضل أن يتم تناول جميع الأغذية بصورة مركبة، مثل البيض المقلى أو المعد بطريقة الشكشوكة، بدلا من المسلوق، كما يمكن تناول العسل الأسود مع الطحينة بدلا من تقديمه بمفرده، أو تناول العسل الأبيض مع الزبد أو القشدة وهكذا، ولذا ينبغى الاهتمام بما يلى:
• الاهتمام بتناول المواد البروتينية، خاصة التى من أصل حيوانى، وذلك بصفة يومية، خاصة البيض – الألبان ومنتجاتها، بالإضافة إلى الكبد، وغيره من المغذيات البروتينية ذات القيمة الحيوية العالية المحتوى بجانب البروتين، على بعض المغذيات الدقيقة الأخرى الهامة لعملية البناء.
• تناول أغذية الطاقة التى تمنح الجسم الحيوية والنشاط، اللازم لعملية البناء والحركة، خاصة مغذيات الطاقة المركزة، كالمواد الدهنية، خاصة حيوانية المصدر، لاحتوائها على مركزات طاقة، بالإضافة لاحتوائها على فيتامين A،D فضلا عن تناول مغذيات الطاقة الأخرى سريعة الامتصاص كالعسل بنوعية.
• تناول أغذية الوقاية التى تعمل على وقاية الطفل من مختلف المشاكل الصحية، خاصة عدوى الجهاز التنفسى، منها الخضروات والفاكهة الطازجة، وتشمل: البقدونس– الطماطم – البرتقال – الجوافة...الخ.
• الاهتمام بتوزيع وجبات الطفل فى اليوم، على أربعة وجبات بمواعيد ثابتة.
• الاهتمام بنظافة مغذيات الطفل، وخلوها من مسببات الأمراض، وكذلك الاهتمام بانخفاض محتواها من التوابل والمواد الحريفة.
• تركيز أغذية الطاقة فى وجبات نصف اليوم الأول، هذا ويمكن فيما يلى التعرف على الاحتياجات الغذائية اليومية للأطفال، لسن ما قبل الدراسة، طبقا لتوصيات منظمة الصحة العالمية.
الكاتب: عفاف السيد
المصدر: موقع اليوم السابع